أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 يناير 2022

ما الثمن الذي يدفعه الطلاب من إغلاق المدارس ؟

 
  ما الثمن الذي يدفعه الطلاب من إغلاق المدارس ؟


1/ كل عام أو شهر يَمرُّ على الطالب هو مهم في تحصيله وتقدُّمِه :

وهذا ما يتحدُث به علماء التربية والاقتصاد ، فلقد قدّر الاقتصاديون أن كل سنة إضافية من الدراسة تعود على مدى الحياة الاقتصادية في مكان ما بين 8 في المائة إلى 13 في المائة ، وأنّ أي إغلاق جزئي للمدرسة لأي ظرف ( وباء / حروب / ظروف بيئية ) يكون له أثره في تحصيل الطلاب في اختبارهم .

وكتب الدكتور دي فيليب أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة شيفيلد : أن كل عام إضافي من الدراسة يزيد الأجور بنحو 9% في المتوسط ، وإن إبقاء المدارس مغلقة يخفض مستوى الأجور المتوقع الحصول عليها مستقبلا .

2/ التعليم عن بعد ليس بديلا عن التدريس في الفصول الدراسية :

وهذا ما صرّحت به هيئة تقويم التعليم فقالت:

التعليم عن بُعد ليس بديلاً عن التعليم الحضوري مهما بلغت مستويات نضجه وفاعليته .

3/ إغلاق المدارس يؤدي إلى الإضرار بالرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال والشباب :

وهي من بين الآثار والأضرار التي أقرتها منظمة اليونسكو على الطلاب ما أسْمته ( العزلة الاجتماعية ) على الطلاب من جراء إغلاق المدارس ، وعلى اعتبار أن المدارس مراكز لممارسة الأنشطة الاجتماعية والتفاعل الإنساني، فعندما تغلق المدارس أبوابها، يفقد الكثير من الأطفال والشباب علاقاتهم الاجتماعية التي لها دور أساسي في التعلّم والتطور.

4/ إغلاق المدارس والتعلم عبر الانترنت يؤدي إلى توسيع الفجوات بين الطلاب المحظوظين والمحرومين :

ولعل أفضل ما يصوِّر ذلك، ما علّقت عليه سيدة أمريكية في حسابها في الانستغرام على صورة طفلين في الشارع بقولها : هذا في كاليفورنيا..

أطفال صغار يجلسون خارج منازلهم ليتمكنوا من الحصول على شبكة WiFi حتى يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة.

عندما نُفكِّر في التعلم عن بعد ، نحتاج إلى التوقف عن التفكير فيه من منظور الأشخاص الذين لديهم المال والسكن الآمن.

5/ إغلاق المدارس وتدهور جودته يضر رأس المال البشري الذي يعتمد عليه البلد :

حذّرت منظمة التعاون الاقتصادي من أن انقطاع الطلاب عن التعليم بسبب جائحة كورونا قد يؤدي لخفض نمو الاقتصاد العالمي 1.5 في المتوسط على مدار الجزء المتبقي من القرن الحالي .

وقدّرت المنظمة أن الخسارة المتوقعة قد تعادل خسائر إجمالية قدرها 15.3 تريليون دولار في الولايات المتحدة .

 

الثلاثاء، 28 يوليو 2020

ترجمة مقالة / سؤال مهم يطرح نفسه في هذا الوقت ( هل من الآمن فتح المدارس ؟ )


سؤال مهم يطرح نفسه في هذا الوقت ( هل من الآمن فتح المدارس ؟ )
كتب الأستاذ جون بيلي ( John Bailey مستشار تعليمي ) في مقالة له بعنوان ( Reopening Resilient Schools  )
وتحدّث فيها عن رأيه في الإجابة عن هذا السؤال (هل من الآمن فتْح المدارس ) فقال : هناك أربعة أسئلة طبية مهمة تساعدنا في الإجابة على هذا السؤال  وسوف نستعين بالدراسات الطبية بالإضافة على تجارب بعض الدول لِنُجيب عليها :
س1/ ما مدى خطورة مرض كوفيد 19 على الأطفال .
س2/ ما هي الإجراءات الاحترازية اللازمة لحماية الأطفال وموظفي المدرسة
س 3/ هل يمكن للأطفال نقل العدوى للآخرين
س4/ كيف نقوم بتقييم المخاطر في الأشهر المقبلة .

وأجاب عن هذه الأسئلة فقال :
( س / ما مدى خطورة مرض كوفيد 19 على الأطفال )
يتفق المجتمع العلمي عموماً على أن الفيروس التاجي يفرض أقل قدر من المخاطر على الأطفال دون سن الثامنة عشرة. فقد ذكر تقرير صادر عن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن "رجحان الأدلة" يشير إلى أن الأطفال أقل ميلاً إلى الأعراض، أو يعانون من مرض خطير، أو ينقلوا المرض إلى مرض كوفيد-19. ولقد خلص تقييم أجرته المجموعة الاستشارية العلمية المعنية بحالات الطوارئ في المملكة المتحدة إلى درجة عالية من الثقة في أن شدة المرض أقل في الأطفال مقارنة بالبالغين. ولقد خلص تحليل آخر لما بين 45 دراسة إلى أن الأطفال يمثلون 1 إلى 5% فقط من الحالات وأن "مرض الأطفال يكون أكثر اعتدالاً من البالغين، وأن الوفيات كانت نادرة للغاية".

 ( س / هل يمكن للأطفال نقل العدوى للأخرين )
لم يتم تسوية هذه المسألة بعد، ولكن الأدلة المتنامية تشير إلى أنها قد لا تكون شديدة العدوى. ولقد حللت هيئة المعلومات الصحية والجودة في أيرلندا سبع دراسات وخلصت إلى أن "الأطفال حتى الآن لا يساهمون إلى حد كبير في انتقال المرض إلى الأسر في 2. كما توصلت دراسة أجريت في عام 2020 عن الأطفال في نيو ساوث ويلز بأستراليا إلى أن الأطفال بدا أنهم ينقلون الفيروس بمعدل أقل من غيرهم من فيروسات الجهاز التنفسي، مثل الأنفلونزا.

(س 3 ما هي الإجراءات الاحترازية اللازمة لحماية الأطفال وموظفي المدرسة )
وبوسع صناع القرار في الولايات المتحدة أن يتعلموا من تجارب المدارس في الصين وكوريا الجنوبية وفرنسا والدنمرك وألمانيا والمملكة المتحدة التي أعيد افتتاحها جميعها بموجب تدابير صحية توصي بها الهيئات الحكومية. وشملت التوجيهات زيادة المساحة بين المكاتب، والحد من استخدام الملاعب والكافيتريا، وتشجيع المعلمين على ارتداء الأقنعة. وفي مايو/أيار، قدمت مراكز السيطرة على الأمراض توجيهات أولية للمدارس الأميركية التي تضمنت العديد من هذه التدابير فضلاً عن الابتعاد البدني، والحد من حركة الطلاب داخل المباني، وإجراء فحوص صحية يومية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وسوف تخلق هذه المساكن تحديات، لأنها سوف تتطلب إعادة النظر في الجداول الزمنية للصف، والعمليات المدرسية، والبس .

س 4 / كيف نقوم بتقييم المخاطر في الأشهر المقبلة ؟
فرض المسئولون في الولايات المتّحدة والمحلّيون الإغلاق على مستوى الولاية وأوامر توفير المأوى في مكان العمل هذا الربيع لأنهم كانوا يفتقرون إلى أدوات تنبؤ أكثر دقة كان من الممكن أن تقترح تدخلات أكثر استهدافاً. معظم النماذج المستخدمة آنذاك يمكن فقط أن تظهر أين كان الفيروس ، ولكن نماذج جديدة من معهد المقاييس الصحية والتقييم ، جامعة كارنيجي ميلون ، كما تعرض مراكز السيطرة على الأمراض أماكن توجهها.



ملحوظة / هذه  ترجمة لجزء من المقالة التي بعنوان

Reopening Resilient Schools




ويمكنكم الرجوع لها فهي مقالة طويلة وتسلّط الضوء على الموضوع بشكل أوسع 

السبت، 31 أغسطس 2019

كيف نُنمّي ثقافة الإنجاز في المدرسة أفكار وتنظيمات لجعلها الأفضل بين المدارس

تستشرف مدارسنا مع إطلالة كل عام دراسي جديد بناء مجتمع مدرسي متميز ، وإيجاد بيئة تربوية جاذبة يحْدوها في ذلك الرغبة والحماس ،هذه التداعيات تزامنت قدراً  مع قراءتي للكتاب الرائع  ( كيف تنشيء ثقافة الإنجاز في مدرستك ) من ترجمة مكتب التربية العربي لدول الخليج ،فخطرت ببالي  تلخيص وإعادة صياغة مجموعة من التجارب العملية والممارسات التطبيقية التي جاءت في الكتاب وتقديمها للزملاء في الميدان ، لتكون خطوة في انخراط المدارس في حلقة من التطور تساعدها على أداء رسالتها التربوية  ، مع التنبيه أن المقالة ليست تلخيصا للكتاب في ركائزه الخمسة التي ذكرها المؤلف لإنشاء ثقافة الإنجاز في المدارس ، وإنما عرضا لبعض تجاربه :
كيف نُنمّي ثقافة الإنجاز في المدرسة أفكار وتنظيمات لجعلها الأفضل بين المدارس  :  
1/ من المهم أن تُنشيء المدرسة ثقافتها على التسامح والتفاهم والاحترام ،بحيث تُشْعِر كل طالب بأنه محترم ومتقبّل ومندمج في نظام المدرسة وثقافتها ، وبخاصة عندما يكون الطلاب من خلفيات ثقافية متنوعة ،لأنه متى ما شعر الطلاب بأنهم غير مرغوب بهم فإنهم سيشكلون مجموعات ثقافية صغيرة ، ولن يشاركوا في نشاطات المدرسة وتحقيق رسالتها .
2/ تخيّل لو شعر كل منسوبي المدرسة بأن من واجبه أن يُشْعِر كل طالب وزائر وولي أمر بالأهمية والترحيب والاحترام ،بحيث  تكون المدرسة كأنها منتجع خمس نجوم ، فليس الأثاث الفاخر هو الذي يحدث الفرق بل هو الشعور بالانتماء والعضوية التي يشعر بها كل فرد ، كيف سيكون أثر ذلك على سُمْعة المدرسة وكسْب  ولاء أصحاب المصالح في المدرسة .
3/  هذه بعض الجهود والإجراءات للتغلب على مشكلة (  غياب الطلاب عن المدرسة  ) والتي تُبْعِد الطالب عن العيش في الثقافة والبيئة المدرسية :
-         نشر قوائم الحضور الغياب بالنسبة المئوية لكل صف في مكان معروف للجميع لكي يعرف مجتمع المدرسة مدى تحقيق أهداف الحضور إلى المدرسة .
-         إرسال رسالة نصية أو واتس ( نحن نفتقدك )  موقّعة من المدير والمعلمين إلى الطالب المتغيب .
-         السؤال باتصال أو زيارة إلى كل طالب يزيد غيابه عن خمسة أيام .
-         تقدير الطلبة الذين لا يتغيبون عن المدرسة أبدا بإعطائهم شهادات تقدير أو جوائز .
-         الالتقاء أسبوعيا فرديا أو جماعيا مع 10% من الطلبة من ذوي نسب الغياب المرتفعة لمحاولة إقناعهم بالالتزام والحضور .
-         منح شهادات شكر وتقدير للطلبة الذين قاموا بتحسين نسبة حضورهم .
4/ تستقبل المدارس كل سنة عددا من الطلبة الجدد ، ويمكن ببعض الأفكار جعل الانطباع الأول لهؤلاء حسنا عن المدرسة :
-         إقامة جولات تعريفية قبل التسجيل في المدرسة .
-         التواصل مع الطلبة المسجلين للمتابعة .
-         إرسال رسالة نصية أو بالواتس أو بالبريد تُعبِّر فيه المدرسة عن سعادتها بانضمام الطالب إلي مجتمع المدرسة .
-         استقبال حافل ومميز للطلاب في أول يوم دراسي .
5/ يجب أن تكون قوانين المدرسة أدوات لتعليم الطلبة كيف يصبحون مواطنين صالحين،وأن يُنْظر لهذه القواعد والقوانين كأداة واحدة لذلك وليست الوحيدة لتحقيق ذلك ،مع ترْك مستوى معقول من الحرية ليتعلموا التصرف بمسؤولية بدلا من حرمانهم بعض الامتيازات عندما يرتكبون أي مخالفة أو سلوك غير مقبول لأن ذلك يجعل خبرتهم ضئيلة في ضبط أنفسهم عندما تتاح لهم الحرية في تصرفاتهم .
6/ فكرة جميلة :
وضع طاولة وكرسيين في منطقة مزدحمة بالطلاب ، ونرفع لافتة مكتوب عليها ( مكتب الرعاية اللطيفة : كيف يمكن مساعدتك ، لدي الوقت الكافي ) ويجلس على الكرسي أحد المعلمين أو الإدرايين من تكون لديه خبرة في معالجة المشاكل ، والمهم أن نفهم وظيفة هذا المكتب الصغير فهو للمراقبة والاستعداد للمساعدة  ،واستباق الأحداث وتوفير الدعم والمساندة والتشجيع  ،في  أوقات الفسح و أثناء الحصص لحل مشاكل الطلاب الذي يتعمدون الخروج من الحصص أو يستأذنون من الحصة .
7/ يتشوّق جميع منسوبي المدرسة كل صباح للعمل والتعلم ، عندما تكون المدرسة أفضل مكان للتعليم والتعليم بالنسبة للطلاب ، وأفضل مكان للمعلمين في ممارسة عملهم ، وهي غاية سامية يجب أن يتعاون الجميع في تحقيقها ، بحيث يسأل كل فرد فيها نفسه " مساءلة داخلية " كيف أحقق هذا الهدف  .
8 / شيء رائع أن يشعر الطلاب حقا أن مدرستهم هي الأفضل ، لأنهم يشْعرون بأنها تهتم بهم  ، فهي تراقب تحصيل طلابها وتوفر بيانات تتضمن تحليلا لأداء الطلاب وتحصيلهم عن السنوات الماضية ، وتعرض النتائج وتناقشها لتحديد  أين الخلل وكيف يعالج ، وماذا سوف تفعل المدرسة في ضوء هذه النتائج لرفع تحصيل الطلاب .
9 / أن تكون الأفضل لا يعني مقارنتك بالغير ، فالأمر يتجاوز التفاخر والتباهي ، إنه يعني تحديد الأفضل في ممارساتنا والعمل على استمراريته بدقة وحزم ، وإزالة أي عائق يحول دون ذلك .
10 / الإنقاذ الخدمي : هي عملية لتصحيح الخطأ حتى لو لم يكن خطؤك أو كنت مشتركا في الخطأ ، لأن الخطأ مسؤولية الجميع ، وعلى الجميع تصحيح الخطأ ومتابعته .
11 /  ممارسة ( إدارة التجول هنا وهناك ) هذه الممارسة مفيدة في جمع المعلومات حول ما يدور في المدرسة وتكوين العلاقات ، وهذه بعض المقترحات لزيادة فعالية هذه الجولات :
-         حدّد مجموعة مستهدفة للجولة التي ستقوم بها ( الطلبة الجدد ، معلمي الصف الثاني ..)
-         اصنع علاقة شخصية واذكر شيئا قاله لك هذا الشخص سابقا .
-         اسألهم كيف تسير أمورهم هذه الأيام وهل يحتاجون شيئا وشجّع من يستحق الشكر والتقدير .
-         شجّعهم على أن يخبروك ماذا يتوقعون منك .
-         احتفظ بسجل لزيارتك حتى تتمكن من المتابعة .











الأحد، 17 يونيو 2018

الدراسة لا يمكن أنْ تؤتي ثمارها كاملة في ظل يوم دراسي قصير .


مقالة بعنوان :
الدراسة لا يمكن أنْ تؤتي ثمارها كاملة في ظل يوم دراسي قصير .
قراءة سريعة لقرار الوزارة بتخصيص  4 ساعات أسبوعياً لتنفيذ الأنشطة الغير صفية في المدراس :

قبل التسرُّع في الحكم على فشل أو نجاح قرار الوزارة بتخصيص 4 ساعات أسبوعياً لتنفيذ الأنشطة الغير صفية في المدرسة  ، أو الحديث عن صعوبة تطبيقه ، أدعوك أخي القارئ لتتأمل معي هذه النقاط :
أولا / أثبتت الدراسات أنّ من أهم أسباب تسرُّب الطلاب وتغيبهم عن المدرسة هو غياب الأنشطة والبرامج المشوّقة والجاذبة في المدرسة .
ثانيا / يعتبر اليوم المدرسي في المملكة العربية السعودية الأقل خليجيا وعالميا ( السعودية 4.30 ) ( البحرين 6 ) ( الأردن 6.15 ) ( كوريا الجنوبية 4 – 6 ) المعدل بالساعة .
ثالثا / القرار جاء بعد استطلاع أراء إدارات التعليم ومن في الميدان حول الموضوع ، ولم يكن قرارا ارتجاليا .
رابعا/ تجربة واقعية يحدثنا عنها الدكتور غازي القصيبي ، في تجربته كطالب في المدرسة الابتدائية عند تطبيق اليوم الطويل في مدرسته ، يقول : تجربتي السعيدة مع اليوم الدراسي الطويل جعلتني مقتنعٌ تماما أنّ الدراسة في المدرسة أو الجامعة لا يمكن أن تؤتي ثمارها كاملة في ظل يوم دراسي قصير .
خامسا / في المقابل نجد أن القرار سوف يصطدم بأكبر عائقين :
1-المباني المستأجرة الغير مؤهلة ( فحسب إحصائية الوزارة نسبة المدارس المستأجرة :  35%  بنين ، 49% بنات ) .
2-عدم اقتناع المجتمع المحلي وبعض المجتمع المدرسي بأهمية النشاط .
سادسا / تدرج تطبيق القرار على ثلاث سنوات يتناسب مع رؤية الوزارة في الاستغناء عن المدارس المستأجرة على المدى القريب ، وليس من الحكمة إيقاف القرار بسبب صعوبة تطبيقه في بعض المدارس ، أخذاً بقاعدة : ما لا يدرك كله فلا يترك جلّه .
سابعاً / يبقى على الوزارة أن تنشر ثقافة أهمية النشاط الطلابي الذي يعتبر أحد مكونات المنهج بمفهومه الواسع .


اختبار القدرات .. هل يُمثِّل واقع ابنائنا ..



اختبار القدرات ..
هل يُمثِّل واقع ابنائنا
                                   
في إحدى الجامعات وأثناء إجراء المقابلة الشخصية للطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية ، سألت اللجنة المكلفة بإجراء المقابلات أحد الطلاب ، مَنْ تعرف من الأنبياء ؟ فأجاب وعلى ضوء معرفته وثقافته : فرعون عليه السلام ،  صُدِمت اللجنة بإجابة الطالب وازداد استغرابها عندما علمت أن الطالب حاصل على نسبة 98% في الثانوية العامة ( قبل اختبار القدرات )
عندما نسمع أمثال هذه القصص – وهي كثيرة -  تتكوّن لدينا قناعات كثيرة ، من بينها وأهمها : فشل معيار درجات الثانوية العامة كأساس للتفاضل في القبول في الجامعات ، وأنه آن الآوان  للبحث عن بديل آخر ، ومن ثم جاءت بعد ذلك فكرة : اختبار القدرات ..
ورغم إيماني الشديد بنجاح وجدوى هذا المقياس ، المُطبّق في أفضل وأنجح الأنظمة التعليمية في العالم إلا أنه وللأسف الشديد تحوّل إلى  شبح مخيف للأسرة قبل الطالب ، تتحطم عليه آمال وأحلام عشر سنين قضاها الطالب في التعليم عند أول اختبار يقيس قدراته ، هذه السنوات لم تُسْعفه في فك طلاسم هذا الاختبار ، فلا يملك إلا التذمُّر والتظلم من صعوبة هذا الاختبار ، ولا يعرف على من يلقي باللوم : على قدراته وذكائه الذي سقط في أول اختبار له ، أم على تعليمه الذي لم يستفد منه شيء .
ولسنا بصدد توزيع الاتهامات ، وإلقاء اللوم على جهة دونَ أخرى
ولكني أود أن أتحدث عن جانب أراه مهما وجوهريا في هذا الموضوع
ألا وهو : أنّ الطالب يُمْتحن بطريقة ويتعلّم بطريقة أخرى !
فكيف ذلك ؟
قبل أن يصل الطالب لأول اختبار قدرات في حياته التعليمية ، يكون قد قضى عشر سنوات في المدرسة ( 6 ابتدائي +      3 متوسط + 1 ثانوي ) قد تعوّد فيها على أشياء في المدرسة أصبحت جزءا من حياته ، منهج يفتقد لتنوع مهارات التفكير ،  وطريقة تدريس معينة تعتمد على طرف واحد ألا وهو المعلم ،  واختبارات تقوم على التلقين والحفظ ، كل هذه المحصلات تقوم وتعتمد على مهارات التفكير الدنيا ( الحفظ / الفهم البسيط ) ، وبعد تقريبا ( 1700 يوم ) من هذا الرتم الممل ، ، نأتي لنقوّمه في اختبار يعتمد على التحليل والتركيب والتقويم ( مهارات التفكير العليا ) ، وهنا تكمن المشكلة .
فهذا التفاوت فيما نعلّمه الطالب وبين ما يقيسه اختبار القدرات ، جعل بعض الطلاب يقف ضعيفا أما هذا الاختبار،        فنحن  لم نقدّم له الأدوات والمهارات التي تساعده على تجاوز اختبار القدرات .
وهذا يُحتّم علينا مضاعفة الجهد في الاهتمام بتنوع طرائق التدريس التي تهتم بمهارات التفكير ، والخروج من الروتين القاتل من الأسئلة التقليدية التي تجعل الطالب نسخة أخرى من الكتاب ..
وتبقى الطموحات كبيرة , والآمال عريضة في وزارتنا الموقرة ،في الأخذ بأيدي أبنائنا الطلاب لتجاوز هذا الكابوس الجاثم على طموحات وأحلام أبنائنا ..
فهل من مُجيب .









الاتجاهات العالمية المعاصرة في إدارة النشاط الطلابي : الــيـــابــــــــــان وطريقة الاستفادة منها في التعليم السعودي


الاتجاهات العالمية المعاصرة في إدارة النشاط الطلابي :
الــيـــابــــــــــان
وطريقة الاستفادة منها في التعليم السعودي
تمهيد :
يؤكد العلماء بأن ما حققته اليابان  في المجال التعليمي مفخرة لها ، فبالرغم من الدمار والظروف القاسية التي تعرضت لها بعد الحرب العالمية الثانية استطاعت أن تحقق في مائة عام من الإنجازات على المستويين الكمي والكيفي ما يجعله مثيرا للدهشة .
 وحديثنا اليوم عن جزء مهم من التعليم في اليابان ألا وهو ( النشاط الطلابي )
 فللنشاط الطلابي أهمية كبيرة في السياسة التعليمية اليابانية ، وفي ظل هذه الأهمية وضعت الوزارة أهدافا مهمة للأنشطة الإضافية للمنهج وهي :
1] أن تساعد الطلاب في تكوين العادات اليومية الأساسية .
2] تطوير الاتجاهات الصحيحة للطلاب ، والحياة الآمنة لهم .
3] مساعدة الطلاب في التعرف على أنفسهم كيابانيين .
4] تعزيز التفاعل بين الأفراد .
5] استثارة روح الخدمات العامة عند الطلاب .
         أنواع الأنشطة الطلابية الإضافية للمنهج :
1] كورابو ” Kurabu ” : وهو النشاط الذي يعقد خلال ساعات الدوام المدرسي .
2] بو   Bu  ” : وهو النشاط الذي يعقد بعد الدوام المدرسي .
3] ”  Hossh – Jugyo  ” : وهي أنشطة خاصة تنظم في فترات خاصة خلال العام الدراسي .
النوع الأول من النشاط الطلابي (Kurabu   ) :
*  الهدف منه : تعزيز الإبداع عند الطلاب .
* المشاركة فيه مطلوبة من الجميع دون استثناء ( المرحلة الابتدائية من السنة الرابعة إلى السادسة والمرحلة المتوسطة والثانوية ) .
* برامج هذه النشاط تكون المقابلة 35 مرة في السنة ، لمدة ( 45 ) دقيقة للحصة .
* برامج هذا النشاط :
 الخط / التصوير الفوتوغرافي / الموسيقى / الفنون / احتفالات الشاي / الحرف اليدوية  تصفيف الزهور وترتيبها .
 وفي المدارس الثانوية : ( التنس / الرماية / أعمال النحاس / كرة القدم / الاقتصاد المنزلي / الجودو / البنج بونج / الأحياء / الراديو / تسلق الجبال )
* من خلال هذه الأنشطة يتوقع من الطلاب أن يكتسبوا الاتجاهات لكي يكونوا موجهين لأنفسهم وعندهم القدرة للتفاعل بسهولة أكثر مع الكبار ، كذلك تنمية الرغبات والاهتمامات في مفردات المنهج بدلا من تلك التي تدرس في الفصول العادية ولكي تدمح الجوانب الفكرية والأخلاقية والصحية للتطور .
النوع الثاني من النشاط الطلابي (Bu) :
* تكون فيه المقابلة مرة أو مرتين في الأسبوع ، ويستغرق ساعة في المرحلة الابتدائية ، وكحد أعلى ساعتين في المرحلة المتوسطة والثانوية .
* البرامج : معظم البرامج التي تقدم في نشاط كورابو بالإضافة إلى التمثيل المسرحي والصحافة .
* ارتفعت نسبة المدارس التي تقدم برنامج بو بسرعة من 42% للمدارس الابتدائية إلى 99% للمدارس المتوسطة و 100% للمدارس الثانوية .
* يقدم نشاط بو برامج في الفترة الصيفية للطلاب تستغرق ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع شغل أوقاتهم في هذه الفترة .
النوع الثالث من النشاط الطلابي  : ( hossh – jugyo  )
وهي أنشطة خاصة تُنظَّم في فترات خاصة خلال العام الدراسي ، وتنفذ مرة أو مرتين
وتتضمن أنشطة الرياضة اليومية واحتفالات الفنون والرحلات التي تتطلب المبيت ليلا
والأنشطة الجمالية ، إضافة إلى برامج البحث عن وظيفة ودروس التقوية لمساعدة الضعاف وتعقد في فترة الإجازة أو قبل الدروس اليومية .
النشاطات المختلفة والتي تقدّم في المدارس اليابانية في المرحلة الابتدائية والثانوية :
المرحلة الابتدائية :
الأكاديمية
الهوايات
الرياضة
القراءة
الأحياء             الشطرنج الياباني
البيس بول             الكرة اللينة
العلوم
الموسيقى           قراءة الكتب
كرة السلة            سباق المضمار

الطبخ               طي الورق
المراوغة بالكرة          الدرجات

تنظيم الزهور          الشعر
بنج بونج

أعمال الخشب         الحِرف
كرة القدم

المرحلة الثانوية ( المستوى الأول )
الأكاديمية
الفنون والثقافة
الهوايات
الرياضة
الكيمياء
الفنون
رئيس المشجعين
الرماية
الأحياء
أعمال النحاس
الكتب الساخرة
كرة الريشة
الجيولوجيا
الإذاعة
تنظيم الزهور
السباحة
التاريخ
الخطوط
الحدائق
السلة
العلوم الطبيعية
الفرق الغنائية
الراديو
كرة الطائرة
الفيزياء
المحادثة بالانجليزية
الكوميدا اليابانية
كرة اليد

التمثيل
النسيج بالعقد
تسلق الجبال

الغناء الفلكلوري
أعمال المعادن
التمارين الرياضية

اقتصاد منزلي
السينما
التزلج

الموسيقى
الصحف
كرة القدم

الشعر
احتفالات الشاي



إنتاج الفيديو



أعمال الخشب

المرحلة الثانوية ( المستوى الثاني )
الأكاديمية
الفنون
الهوايات
تكاثر الحيوانات
الحدائق
رحلات مدرسية
احتفال الفنون والعلوم
سباق الماراثون
خدمة وتعاون مع المدرسة
الفنون اليومية
الحفل الختامي
اليوم الرياضي
ألعاب الكرة
الحفل الموسيقي
حصة الأمن المروري
المعسكرات
الصحة اليومية
زيارة المكاتب والمصانع
الفرق الموسيقى
المحافظة على الطبيعة والثقافة
الرحلات بالمشي
تنظيف المدرسة
أنشطة تجميل المدرسة

الاحتفالات الثقافية



مقتطفات من النشاط الطلابي في اليابان :
         يُعْطى الطالب الحرية في اختيار النشاط الحر الذي يناسبه .
         يتعلم الأطفال منذ التحاقهم بالمدرسة في الصف الأول الابتدائي الادخار ، فيودع مبلغا زهيدا يجمع عندما يصلون الصف السادس ليقوموا برحلة إلى أماكن بعيدة
         يقام مهرجان سنوي في جميع المدارس والجامعات للاحتفال بحضارتهم اليابانية ويمتد ليومين أو ثلاثة ، ويكون كحدث ترفيهي هام ويدعى إليه الأهالي ويكون لهم حرية المشاركة في أركانه المتخلفة .
         كثيرا من الشركات الكبرى في اليابان تقدم دعما غير محدود للمؤسسات التعليمية بل وتجعل منشآتها مجالا ضخما لتقديم التدريب الفني والتقني لطلاب المدارس .
         التعاون الرائع بين المدرسة والمنزل ، فهما شريكان حقيقان في التربية والتعليم من خلال المشاركة في المباشرة في تطوير المنهج والمشاركة في الأنشطة .
          هناك وفرة في الأجهزة الحديثة التي ينتجها اليابانيون ، وهذه الأجهزة تستخدم في الأنشطة المختلفة والتوعية من المشكلات البيئية والتحذير منها .
         تمارس أحيانا بعض الأنشطة في ” قاعات المواطنين العامة ” و ” مراكز الشباب ” وهي منشآت بلدية توفر عددا من الأنشطة التعليمية والتربوية بهدف تحسين الحياة الفكرية والثقافية لأفراد المجتمع .
         الصعوبات التي تواجه النشاط الطلابي في اليابان :
1] إجبار جميع الطلاب على الالتحاق ببرامج النشاط وتوقّع أداء متماثل منهم .
2] قلة الاهتمام بالفروق الفردية بينهم ، فالتربية النمطية في اليابان تلزم الطلاب بأن يكونوا متشابهين ولا يشِّذُ أحد ، ولو اختلف أي فرد فيكون شاذا وغير مُرحّب به فيتعرض للإساءة وقد تدفعه للاكتئاب والانتحار بين طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية
3] كثرة المقررات الدراسية بالإضافة إلى برامج النشاط .
4] إغْفال الجانب الروحي والإيماني في التعليم والأنشطة .
 5] التربية النمطية .
 6] التشابة والتماثل في طريقة التفكير وطريقة الحياة ، فالمجتمع الياباني مبني على كلمة ( اليونيفورمتي ) أي التشابه والتماثل ، ونظام التعليم يتعامل مع المدرسة كمصنع يتخرج منها الطلاب بمواصفات معينة .
كيف يمكن الاستفادة من هذا العرض  في إدارة النشاط الطلابي في المملكة العربية السعودية :
1] عمل أنشطة طلابية خارج الدوام الرسمي للمدرسة ، والاستفادة من المباني المدرسية في الفترة المسائية وخاصة المدارس المُجهّزة لذلك .
2] تنوّع الأنشطة وملامستها للأمور الحياتية ( راجعْ عرض الأنشطة في كل مرحلة ، ثم قارنْ بينها وبين أنشطتنا التي لم تتغيير إلى الآن  ) ، وكذلك التنوع أيضا في المدة الزمنية للنشاط .
3] تعليم الطلاب الادخار للمشاركة في الأنشطة التي تحتاج للمال .
4] التوسع في أنشطة الرحلات إلى المدن والمصانع والتي تتيح للطالب الوقوف على مختلف مظاهر الحياة مما يساعد على صقل شخصيته وتعزيز مهاراته .
5] ربط النشاط في تعميق بعض القيم والمبادئ الإسلامية .
6] حث الطلاب على المشاركة الفعّالة  في أنشطة المجتمع والبيئة ( أسبوع النظافة / أسبوع المرور / الشجرة ) ، والابتعاد عن المشاركات التقليدية .
7] تفعيل الزيارات للأماكن التاريخية والإسلامية التي تبرز أصالة التراث الإسلامي .
8] التعاون والمشاركة بين الشركات الكبرى والمصانع وبين المؤسسات التعليمية .
9] تفعيل أواصر التعاون بين المنزل والمدرسة وخاصة في النشاط المدرسي ، ومشاركة المنزل والمدرسة في  الأنشطة المدرسية ، ورسم خطط النشاط المدرسي وتطويره .
10 ] إقامة منشآت وقاعات بلدية يتم فيمها مزاولة الأنشطة التعليمية والتربوية وتهدف إلى تحسين الحياة الفكرية والثقافية لأفراد المجتمع .