أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 17 يونيو 2018

الدراسة لا يمكن أنْ تؤتي ثمارها كاملة في ظل يوم دراسي قصير .


مقالة بعنوان :
الدراسة لا يمكن أنْ تؤتي ثمارها كاملة في ظل يوم دراسي قصير .
قراءة سريعة لقرار الوزارة بتخصيص  4 ساعات أسبوعياً لتنفيذ الأنشطة الغير صفية في المدراس :

قبل التسرُّع في الحكم على فشل أو نجاح قرار الوزارة بتخصيص 4 ساعات أسبوعياً لتنفيذ الأنشطة الغير صفية في المدرسة  ، أو الحديث عن صعوبة تطبيقه ، أدعوك أخي القارئ لتتأمل معي هذه النقاط :
أولا / أثبتت الدراسات أنّ من أهم أسباب تسرُّب الطلاب وتغيبهم عن المدرسة هو غياب الأنشطة والبرامج المشوّقة والجاذبة في المدرسة .
ثانيا / يعتبر اليوم المدرسي في المملكة العربية السعودية الأقل خليجيا وعالميا ( السعودية 4.30 ) ( البحرين 6 ) ( الأردن 6.15 ) ( كوريا الجنوبية 4 – 6 ) المعدل بالساعة .
ثالثا / القرار جاء بعد استطلاع أراء إدارات التعليم ومن في الميدان حول الموضوع ، ولم يكن قرارا ارتجاليا .
رابعا/ تجربة واقعية يحدثنا عنها الدكتور غازي القصيبي ، في تجربته كطالب في المدرسة الابتدائية عند تطبيق اليوم الطويل في مدرسته ، يقول : تجربتي السعيدة مع اليوم الدراسي الطويل جعلتني مقتنعٌ تماما أنّ الدراسة في المدرسة أو الجامعة لا يمكن أن تؤتي ثمارها كاملة في ظل يوم دراسي قصير .
خامسا / في المقابل نجد أن القرار سوف يصطدم بأكبر عائقين :
1-المباني المستأجرة الغير مؤهلة ( فحسب إحصائية الوزارة نسبة المدارس المستأجرة :  35%  بنين ، 49% بنات ) .
2-عدم اقتناع المجتمع المحلي وبعض المجتمع المدرسي بأهمية النشاط .
سادسا / تدرج تطبيق القرار على ثلاث سنوات يتناسب مع رؤية الوزارة في الاستغناء عن المدارس المستأجرة على المدى القريب ، وليس من الحكمة إيقاف القرار بسبب صعوبة تطبيقه في بعض المدارس ، أخذاً بقاعدة : ما لا يدرك كله فلا يترك جلّه .
سابعاً / يبقى على الوزارة أن تنشر ثقافة أهمية النشاط الطلابي الذي يعتبر أحد مكونات المنهج بمفهومه الواسع .


اختبار القدرات .. هل يُمثِّل واقع ابنائنا ..



اختبار القدرات ..
هل يُمثِّل واقع ابنائنا
                                   
في إحدى الجامعات وأثناء إجراء المقابلة الشخصية للطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية ، سألت اللجنة المكلفة بإجراء المقابلات أحد الطلاب ، مَنْ تعرف من الأنبياء ؟ فأجاب وعلى ضوء معرفته وثقافته : فرعون عليه السلام ،  صُدِمت اللجنة بإجابة الطالب وازداد استغرابها عندما علمت أن الطالب حاصل على نسبة 98% في الثانوية العامة ( قبل اختبار القدرات )
عندما نسمع أمثال هذه القصص – وهي كثيرة -  تتكوّن لدينا قناعات كثيرة ، من بينها وأهمها : فشل معيار درجات الثانوية العامة كأساس للتفاضل في القبول في الجامعات ، وأنه آن الآوان  للبحث عن بديل آخر ، ومن ثم جاءت بعد ذلك فكرة : اختبار القدرات ..
ورغم إيماني الشديد بنجاح وجدوى هذا المقياس ، المُطبّق في أفضل وأنجح الأنظمة التعليمية في العالم إلا أنه وللأسف الشديد تحوّل إلى  شبح مخيف للأسرة قبل الطالب ، تتحطم عليه آمال وأحلام عشر سنين قضاها الطالب في التعليم عند أول اختبار يقيس قدراته ، هذه السنوات لم تُسْعفه في فك طلاسم هذا الاختبار ، فلا يملك إلا التذمُّر والتظلم من صعوبة هذا الاختبار ، ولا يعرف على من يلقي باللوم : على قدراته وذكائه الذي سقط في أول اختبار له ، أم على تعليمه الذي لم يستفد منه شيء .
ولسنا بصدد توزيع الاتهامات ، وإلقاء اللوم على جهة دونَ أخرى
ولكني أود أن أتحدث عن جانب أراه مهما وجوهريا في هذا الموضوع
ألا وهو : أنّ الطالب يُمْتحن بطريقة ويتعلّم بطريقة أخرى !
فكيف ذلك ؟
قبل أن يصل الطالب لأول اختبار قدرات في حياته التعليمية ، يكون قد قضى عشر سنوات في المدرسة ( 6 ابتدائي +      3 متوسط + 1 ثانوي ) قد تعوّد فيها على أشياء في المدرسة أصبحت جزءا من حياته ، منهج يفتقد لتنوع مهارات التفكير ،  وطريقة تدريس معينة تعتمد على طرف واحد ألا وهو المعلم ،  واختبارات تقوم على التلقين والحفظ ، كل هذه المحصلات تقوم وتعتمد على مهارات التفكير الدنيا ( الحفظ / الفهم البسيط ) ، وبعد تقريبا ( 1700 يوم ) من هذا الرتم الممل ، ، نأتي لنقوّمه في اختبار يعتمد على التحليل والتركيب والتقويم ( مهارات التفكير العليا ) ، وهنا تكمن المشكلة .
فهذا التفاوت فيما نعلّمه الطالب وبين ما يقيسه اختبار القدرات ، جعل بعض الطلاب يقف ضعيفا أما هذا الاختبار،        فنحن  لم نقدّم له الأدوات والمهارات التي تساعده على تجاوز اختبار القدرات .
وهذا يُحتّم علينا مضاعفة الجهد في الاهتمام بتنوع طرائق التدريس التي تهتم بمهارات التفكير ، والخروج من الروتين القاتل من الأسئلة التقليدية التي تجعل الطالب نسخة أخرى من الكتاب ..
وتبقى الطموحات كبيرة , والآمال عريضة في وزارتنا الموقرة ،في الأخذ بأيدي أبنائنا الطلاب لتجاوز هذا الكابوس الجاثم على طموحات وأحلام أبنائنا ..
فهل من مُجيب .









الاتجاهات العالمية المعاصرة في إدارة النشاط الطلابي : الــيـــابــــــــــان وطريقة الاستفادة منها في التعليم السعودي


الاتجاهات العالمية المعاصرة في إدارة النشاط الطلابي :
الــيـــابــــــــــان
وطريقة الاستفادة منها في التعليم السعودي
تمهيد :
يؤكد العلماء بأن ما حققته اليابان  في المجال التعليمي مفخرة لها ، فبالرغم من الدمار والظروف القاسية التي تعرضت لها بعد الحرب العالمية الثانية استطاعت أن تحقق في مائة عام من الإنجازات على المستويين الكمي والكيفي ما يجعله مثيرا للدهشة .
 وحديثنا اليوم عن جزء مهم من التعليم في اليابان ألا وهو ( النشاط الطلابي )
 فللنشاط الطلابي أهمية كبيرة في السياسة التعليمية اليابانية ، وفي ظل هذه الأهمية وضعت الوزارة أهدافا مهمة للأنشطة الإضافية للمنهج وهي :
1] أن تساعد الطلاب في تكوين العادات اليومية الأساسية .
2] تطوير الاتجاهات الصحيحة للطلاب ، والحياة الآمنة لهم .
3] مساعدة الطلاب في التعرف على أنفسهم كيابانيين .
4] تعزيز التفاعل بين الأفراد .
5] استثارة روح الخدمات العامة عند الطلاب .
         أنواع الأنشطة الطلابية الإضافية للمنهج :
1] كورابو ” Kurabu ” : وهو النشاط الذي يعقد خلال ساعات الدوام المدرسي .
2] بو   Bu  ” : وهو النشاط الذي يعقد بعد الدوام المدرسي .
3] ”  Hossh – Jugyo  ” : وهي أنشطة خاصة تنظم في فترات خاصة خلال العام الدراسي .
النوع الأول من النشاط الطلابي (Kurabu   ) :
*  الهدف منه : تعزيز الإبداع عند الطلاب .
* المشاركة فيه مطلوبة من الجميع دون استثناء ( المرحلة الابتدائية من السنة الرابعة إلى السادسة والمرحلة المتوسطة والثانوية ) .
* برامج هذه النشاط تكون المقابلة 35 مرة في السنة ، لمدة ( 45 ) دقيقة للحصة .
* برامج هذا النشاط :
 الخط / التصوير الفوتوغرافي / الموسيقى / الفنون / احتفالات الشاي / الحرف اليدوية  تصفيف الزهور وترتيبها .
 وفي المدارس الثانوية : ( التنس / الرماية / أعمال النحاس / كرة القدم / الاقتصاد المنزلي / الجودو / البنج بونج / الأحياء / الراديو / تسلق الجبال )
* من خلال هذه الأنشطة يتوقع من الطلاب أن يكتسبوا الاتجاهات لكي يكونوا موجهين لأنفسهم وعندهم القدرة للتفاعل بسهولة أكثر مع الكبار ، كذلك تنمية الرغبات والاهتمامات في مفردات المنهج بدلا من تلك التي تدرس في الفصول العادية ولكي تدمح الجوانب الفكرية والأخلاقية والصحية للتطور .
النوع الثاني من النشاط الطلابي (Bu) :
* تكون فيه المقابلة مرة أو مرتين في الأسبوع ، ويستغرق ساعة في المرحلة الابتدائية ، وكحد أعلى ساعتين في المرحلة المتوسطة والثانوية .
* البرامج : معظم البرامج التي تقدم في نشاط كورابو بالإضافة إلى التمثيل المسرحي والصحافة .
* ارتفعت نسبة المدارس التي تقدم برنامج بو بسرعة من 42% للمدارس الابتدائية إلى 99% للمدارس المتوسطة و 100% للمدارس الثانوية .
* يقدم نشاط بو برامج في الفترة الصيفية للطلاب تستغرق ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع شغل أوقاتهم في هذه الفترة .
النوع الثالث من النشاط الطلابي  : ( hossh – jugyo  )
وهي أنشطة خاصة تُنظَّم في فترات خاصة خلال العام الدراسي ، وتنفذ مرة أو مرتين
وتتضمن أنشطة الرياضة اليومية واحتفالات الفنون والرحلات التي تتطلب المبيت ليلا
والأنشطة الجمالية ، إضافة إلى برامج البحث عن وظيفة ودروس التقوية لمساعدة الضعاف وتعقد في فترة الإجازة أو قبل الدروس اليومية .
النشاطات المختلفة والتي تقدّم في المدارس اليابانية في المرحلة الابتدائية والثانوية :
المرحلة الابتدائية :
الأكاديمية
الهوايات
الرياضة
القراءة
الأحياء             الشطرنج الياباني
البيس بول             الكرة اللينة
العلوم
الموسيقى           قراءة الكتب
كرة السلة            سباق المضمار

الطبخ               طي الورق
المراوغة بالكرة          الدرجات

تنظيم الزهور          الشعر
بنج بونج

أعمال الخشب         الحِرف
كرة القدم

المرحلة الثانوية ( المستوى الأول )
الأكاديمية
الفنون والثقافة
الهوايات
الرياضة
الكيمياء
الفنون
رئيس المشجعين
الرماية
الأحياء
أعمال النحاس
الكتب الساخرة
كرة الريشة
الجيولوجيا
الإذاعة
تنظيم الزهور
السباحة
التاريخ
الخطوط
الحدائق
السلة
العلوم الطبيعية
الفرق الغنائية
الراديو
كرة الطائرة
الفيزياء
المحادثة بالانجليزية
الكوميدا اليابانية
كرة اليد

التمثيل
النسيج بالعقد
تسلق الجبال

الغناء الفلكلوري
أعمال المعادن
التمارين الرياضية

اقتصاد منزلي
السينما
التزلج

الموسيقى
الصحف
كرة القدم

الشعر
احتفالات الشاي



إنتاج الفيديو



أعمال الخشب

المرحلة الثانوية ( المستوى الثاني )
الأكاديمية
الفنون
الهوايات
تكاثر الحيوانات
الحدائق
رحلات مدرسية
احتفال الفنون والعلوم
سباق الماراثون
خدمة وتعاون مع المدرسة
الفنون اليومية
الحفل الختامي
اليوم الرياضي
ألعاب الكرة
الحفل الموسيقي
حصة الأمن المروري
المعسكرات
الصحة اليومية
زيارة المكاتب والمصانع
الفرق الموسيقى
المحافظة على الطبيعة والثقافة
الرحلات بالمشي
تنظيف المدرسة
أنشطة تجميل المدرسة

الاحتفالات الثقافية



مقتطفات من النشاط الطلابي في اليابان :
         يُعْطى الطالب الحرية في اختيار النشاط الحر الذي يناسبه .
         يتعلم الأطفال منذ التحاقهم بالمدرسة في الصف الأول الابتدائي الادخار ، فيودع مبلغا زهيدا يجمع عندما يصلون الصف السادس ليقوموا برحلة إلى أماكن بعيدة
         يقام مهرجان سنوي في جميع المدارس والجامعات للاحتفال بحضارتهم اليابانية ويمتد ليومين أو ثلاثة ، ويكون كحدث ترفيهي هام ويدعى إليه الأهالي ويكون لهم حرية المشاركة في أركانه المتخلفة .
         كثيرا من الشركات الكبرى في اليابان تقدم دعما غير محدود للمؤسسات التعليمية بل وتجعل منشآتها مجالا ضخما لتقديم التدريب الفني والتقني لطلاب المدارس .
         التعاون الرائع بين المدرسة والمنزل ، فهما شريكان حقيقان في التربية والتعليم من خلال المشاركة في المباشرة في تطوير المنهج والمشاركة في الأنشطة .
          هناك وفرة في الأجهزة الحديثة التي ينتجها اليابانيون ، وهذه الأجهزة تستخدم في الأنشطة المختلفة والتوعية من المشكلات البيئية والتحذير منها .
         تمارس أحيانا بعض الأنشطة في ” قاعات المواطنين العامة ” و ” مراكز الشباب ” وهي منشآت بلدية توفر عددا من الأنشطة التعليمية والتربوية بهدف تحسين الحياة الفكرية والثقافية لأفراد المجتمع .
         الصعوبات التي تواجه النشاط الطلابي في اليابان :
1] إجبار جميع الطلاب على الالتحاق ببرامج النشاط وتوقّع أداء متماثل منهم .
2] قلة الاهتمام بالفروق الفردية بينهم ، فالتربية النمطية في اليابان تلزم الطلاب بأن يكونوا متشابهين ولا يشِّذُ أحد ، ولو اختلف أي فرد فيكون شاذا وغير مُرحّب به فيتعرض للإساءة وقد تدفعه للاكتئاب والانتحار بين طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية
3] كثرة المقررات الدراسية بالإضافة إلى برامج النشاط .
4] إغْفال الجانب الروحي والإيماني في التعليم والأنشطة .
 5] التربية النمطية .
 6] التشابة والتماثل في طريقة التفكير وطريقة الحياة ، فالمجتمع الياباني مبني على كلمة ( اليونيفورمتي ) أي التشابه والتماثل ، ونظام التعليم يتعامل مع المدرسة كمصنع يتخرج منها الطلاب بمواصفات معينة .
كيف يمكن الاستفادة من هذا العرض  في إدارة النشاط الطلابي في المملكة العربية السعودية :
1] عمل أنشطة طلابية خارج الدوام الرسمي للمدرسة ، والاستفادة من المباني المدرسية في الفترة المسائية وخاصة المدارس المُجهّزة لذلك .
2] تنوّع الأنشطة وملامستها للأمور الحياتية ( راجعْ عرض الأنشطة في كل مرحلة ، ثم قارنْ بينها وبين أنشطتنا التي لم تتغيير إلى الآن  ) ، وكذلك التنوع أيضا في المدة الزمنية للنشاط .
3] تعليم الطلاب الادخار للمشاركة في الأنشطة التي تحتاج للمال .
4] التوسع في أنشطة الرحلات إلى المدن والمصانع والتي تتيح للطالب الوقوف على مختلف مظاهر الحياة مما يساعد على صقل شخصيته وتعزيز مهاراته .
5] ربط النشاط في تعميق بعض القيم والمبادئ الإسلامية .
6] حث الطلاب على المشاركة الفعّالة  في أنشطة المجتمع والبيئة ( أسبوع النظافة / أسبوع المرور / الشجرة ) ، والابتعاد عن المشاركات التقليدية .
7] تفعيل الزيارات للأماكن التاريخية والإسلامية التي تبرز أصالة التراث الإسلامي .
8] التعاون والمشاركة بين الشركات الكبرى والمصانع وبين المؤسسات التعليمية .
9] تفعيل أواصر التعاون بين المنزل والمدرسة وخاصة في النشاط المدرسي ، ومشاركة المنزل والمدرسة في  الأنشطة المدرسية ، ورسم خطط النشاط المدرسي وتطويره .
10 ] إقامة منشآت وقاعات بلدية يتم فيمها مزاولة الأنشطة التعليمية والتربوية وتهدف إلى تحسين الحياة الفكرية والثقافية لأفراد المجتمع .
                                           
                                   


( استراتيجية دراسة الدرس ، طريقنا نحو تطوير المعلم مهنيا )


عنوان المقالة ( استراتيجية دراسة الدرس ، طريقنا نحو تطوير  المعلم مهنيا )
تستثمر الدول التي تسعى إلى تطوير نظمها التعليمية في تعليم المعلم باعتباره المحرك الأساسي للعملية التعليمية من أجل : تطوير التعليم وتجويده / تطوير المعلم مهنيا / رفع إنجاز الطلاب ، ومن بين الاستراتيجيات الحديثة في تحقيق التنمية المهنية المستدامة للمعلم : استراتيجية ( دراسة الدرس ) .                  
  فما هي هذه الاستراتيجية ؟ وأين ظهرت ؟ وكيف انتشرت ؟                                                     
       استراتيجية دراسة الدرس / شكل من أشكال التنمية المهنية ، حيث يجتمع فريق من المعلمين لتحليل عملية التعلم والتعليم ، من خلال تطوير درس أو حل مشكلة معينة وفق خطوات محددة ، بهدف الوصول إلى فهْم أعمق لكيفية تعلم الطلاب ، والخروج بتقارير ونتائج يمكن تبادلها مع غيرهم المعلمين في نفس التخصص .
وهي مشتقة من كلمة يابانية ، تعني دراسة الدرس أو الدرس البحوث (  Lesson  Study ) ، بدأ استخدامها في اليابان منذ حوالي ( 50 ) عاما ، عندما قررت اليابان تحسين الممارسات التعليمية عن طريق التحسن التدريجي ، متأثرة بأفكار العالم الأمريكي ( جون ديوي ) ، وشاعت بعد ذلك على نطاق واسع في اليابان باعتبارها أهم برامج التنمية المهنية للمعلمين ، ويعود لها الفضل في تحسين الممارسات التدريسية في الفصول اليابانية ، وفي عام 1999م وبعد تميّز الدول الأسيوية في نتائج المسابقة الدولية الثالثة للرياضيات والعلوم (TIMSS ) اتجهت الأنظار لمعرفة سر هذ التميّز ، مما دفع الحكومة الأمريكية للبحث عن أسباب هذ التفوق الياباني فموّنت دراسة قام بها      ( جميس ستيلر ) و ( جميس هيربرت ) حملت عنوان ( فجوة التدريس ) لعقد مقارنة في عمليات إصلاح التعليم في ثلاث دول ( اليابان / أمريكا / ألمانيا ) ، كما ركزت على إجراء مقارنات لمشاهدات تصوير بالفيديو لطرق التدريس في تلك البلدان ، واستنتجت هذه الدراسة ما يلي :                                                               1/ العامل الحاسم هو التدريس وليس المعلمين .                                                                                         2/ التدريس عبارة عن نشاط ثقافي يتكون ويتوارث من جيل إلى جيل، وأن هذه الأنشطة الثقافية استمرت عبر الزمن نتيجة لجهود الإنسان لتحقيق روتين يومي ثابت، وعلى ذلك فالتغيّر في الأنشطة الثقافية يحدث ببطء وتدرج .
وبعد ذلك أصبحت هذه الاستراتيجية مدرسة تعليمية لها جمعياتها المتخصصة ومؤتمراتها الدورية ، وتعد أمريكا من أكثر الدول تبنيا لها في برامج وتكوين المعلم ، مما دفع لإجراء العديد من الدراسات والبحوث عليها، ولعل من أبرز هذه الدراسات :
الدراسة
ما توصلت إليه الدراسة  ( النتائج )
دراسة فرناندز وكانون وشكوكسي ( 2003 ) هدفت   إلى دمج بعض معلمي الولايات المتحدة في خطة دراسة الدرس ، وذلك بمساعدة معلمين من اليابان
شعور المعلمين الأمريكيين بأن ما تعلموه من تجربة دراسة الدرس كان كبيرا ، مقارنة بتدريبات سابقة تعرضوا لها .
دراسة هيوبارد ( 2005 ) هدفت إلى التعرف على أثر استخدام دراسة الدرس كاستراتيجية تعاونية في تحقيق التنمية المهنية لمعلمي الدراسات الاجتماعية
حدوث تغير في المعلمين المشاركين في التجربة من حيث التصورات والنوايا وحدوث تغيير في الاعتقاد بالدور المهم للكفاءة والاتجاه نحو مهنة التدريس .
دراسة سوتيرهوس(2005) هدفت لمعرفة أثر استخدام دراسة الدرس كاستراتيجية للتنمية المهنية في زيادة تعلم الطلاب وزيادة مشاركة المعلمين في التخطيط للدروس .
أن هذه الاستراتيجية ساهمت في زيادة مشاركة المعلمين في العمل الجماعي ، وإلى فعالية دراسة الدرس في تحسين تعلم الطلاب .

المميزات العامة لاستراتيجية دراسة الدرس :
1/ تطوير المعلم مهنيا في عملية تنموية تطويرية مستمرة لا تنقطع .                                                            2/ تُقلّص الفجوة بين النظرية والتطبيق فيما يتعلمه المعلم من نظريات وأبحاث .                                                   3/ يمكن تطبيقها على جميع المواد الدراسية دون استثناء، وتناسب النظام المركزي ذو المنهج الموحد .                                      4/ تجربة عالمية جديرة بالتطبيق .
5/ تُدرّب المعلمين على البحث الإجرائي داخل الميدان ( خطّط / نفّذ / لاحظ / تأمل / طوِّر ) ، بهدف تحسين ممارستهم

                                           خطوات استراتيجية دراسة الدرس :




الخطوة الأولى  ( تحديد المشكلة  ) :
تحديد المشكلة التي ستواجه وتقود العمل داخل المجموعة ، والهدف من البحث في هذه المشكلة ، فقد تكون عامة ( طرق إثارة اهتمام الطلاب في مادة الرياضيات )، وقد تكون خاصة ( تحسين فهم الطلاب لعملية جمع الكسور مختلفة المقامات )
الخطوة الثانية  (  تخطيط الدرس ) :
يبدأ المعلمون في التخطيط للدرس ، بالرجوع إلى الكتب والمراجع التي كُتبت حول الموضوع ، مع الاستعانة بخبراتهم الشخصية في التدريس ، وغالبا ما يتم مناقشة الأمور التالية في التخطيط للدرس: ( التمهيد المناسب للدرس / نوع المسائل أو الأمثلة التي قد تساعد في إثارة تفكير الطلاب / الاستخدام الأمثل للسبورة / طريقة التعامل مع الفروق الفردية / الطريقة المثلى لإنهاء الدرس / التقسيم الأمثل لوقت الحصة ...)
الخطوة الثالثة ( تنفيذ وتجربة الدرس ) :
يقوم أحد معلمي المجموعة بتنفيذ الدرس في أحد الفصول الدراسية بعد تجهيزه بالمادة العلمية المناسبة بحضور بقية أفراد المجموعة، والذين يقومون بتدوين  ملاحظاتهم الشخصية على أجزاء الدرس وأداء الطلاب ، ويمكن تصوير الدرس بالفيديو بغرض الرجوع إليه للتحليل والمناقشة فيما بعد .
الخطة الرابعة  (  تقويم الدرس وتحليله ومدى كفاءته )
بعد تنفيذ الدرس ، تجتمع المجموعة ، ويبدأ المعلم الذي نفّذ الدرس بالحديث ليبين ( وجهة نظره فيما الدرس / المشاكل التي واجهته / تقييمه للدرس ) ، ثم يبدأ بقية معلمي المجموعة في الحديث موضحين ( نقاط الضعف التي لاحظوها على أجزاء الدرس / وتقييمهم للدرس ) مع ملاحظة أن التقييم يكون لأجزاء الدرس وليس لأداء المعلم  .
الخطوة الخامسة  : مراجعة الدرس /
بعد تقييم الدرس ، وتدوين الملاحظات حوله ، يتم تغيير المادة العلمية أو الأنشطة أو المسائل أو الأسئلة المطروحة ، أو أي جزء من الدرس  فيه صعوبة على الطلاب ، أو سبب سوء فهم الطلاب أو إشكال عليهم .
الخطوة السادسة  : تدريس الدرس المنقّح /
بعد مراجعة الدرس وتنقيحه يتم تدريس الدرس الجديد مرة أخرى ، في فصل جديد ، وبمعلم جديد من المجموعة ، ويمكن دعوة معلمين من خارج المجموعة لحضور هذا الدرس .
الخطوة السابعة : تقويم وتنقيح الدرس الجديد /
يلتقي جميع المعلمين في اجتماع طويل، ويمكن دعوة خبير ( دكتور جامعي ) للحضور ، ويقوم المعلم الذي شرح الدرس بتوضيح هدف المجموعة من هذه الخطوة ، وتتم مناقشة أجزاءالدرس، والخروج بالشكل والصورة النهائية للدرس .
الخطوة الثامنة : مشاركة النتائج /
الوصول إلى النتائج والملاحظات والتوصيات الخاصة بعملية التدريس ، وبدرس نموذجي  ، ويتم نشر ما وصلت إليه المجموعة لجميع المعلمين .
النتائج المتوقعة عند تطبيق استراتيجية دراسة الدرس
المعلم
طرق التدريس
الطلاب
تطوير المعلم مهنيا

جمع عدد كبير من الخطط التدريسية عالية الجودة
تحسين تعلّم الطلاب

سؤال / ولكن لماذا لم تُسْفِر عمليات الإصلاح التي تهدف إلى تطوير التعليم وزيادة تحصيل الطلاب إلا في تطور محدود؟ وما الجديد في استراتيجية دراسة الدرس :
في عمليات الإصلاح العادية

في دراسة الدرس

عملية الإصلاح تتم بعيدا عن واقع الفصول الدراس
تنطلق من داخل الفصل بتطبيق مباشر على الطلاب

الممارسة المنعزلة ، فكل معلم يعمل ضمن حدود صفه

تُعزِّز وتحافظ على العمل التعاوني بين المعلمين لتحقيق هدف مشترك
الاهتمام بتعلم النظريات وطرق التدريس

التركيز اعلى تعلم الطلاب ورؤية كيف يتعلم الطلاب داخل الفصل

تعلّم أنشطة وأساليب جديدة وتنفيذ هذه ا لتوصيات داخل الفصول

معها يشعر المعلم بأنه مُطوِّر لنفسه ومهاراته ، ومشارك في الأساس المعرفي لمهنة التدريس