أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 17 يونيو 2018

اختبار القدرات .. هل يُمثِّل واقع ابنائنا ..



اختبار القدرات ..
هل يُمثِّل واقع ابنائنا
                                   
في إحدى الجامعات وأثناء إجراء المقابلة الشخصية للطلاب المتخرجين من المرحلة الثانوية ، سألت اللجنة المكلفة بإجراء المقابلات أحد الطلاب ، مَنْ تعرف من الأنبياء ؟ فأجاب وعلى ضوء معرفته وثقافته : فرعون عليه السلام ،  صُدِمت اللجنة بإجابة الطالب وازداد استغرابها عندما علمت أن الطالب حاصل على نسبة 98% في الثانوية العامة ( قبل اختبار القدرات )
عندما نسمع أمثال هذه القصص – وهي كثيرة -  تتكوّن لدينا قناعات كثيرة ، من بينها وأهمها : فشل معيار درجات الثانوية العامة كأساس للتفاضل في القبول في الجامعات ، وأنه آن الآوان  للبحث عن بديل آخر ، ومن ثم جاءت بعد ذلك فكرة : اختبار القدرات ..
ورغم إيماني الشديد بنجاح وجدوى هذا المقياس ، المُطبّق في أفضل وأنجح الأنظمة التعليمية في العالم إلا أنه وللأسف الشديد تحوّل إلى  شبح مخيف للأسرة قبل الطالب ، تتحطم عليه آمال وأحلام عشر سنين قضاها الطالب في التعليم عند أول اختبار يقيس قدراته ، هذه السنوات لم تُسْعفه في فك طلاسم هذا الاختبار ، فلا يملك إلا التذمُّر والتظلم من صعوبة هذا الاختبار ، ولا يعرف على من يلقي باللوم : على قدراته وذكائه الذي سقط في أول اختبار له ، أم على تعليمه الذي لم يستفد منه شيء .
ولسنا بصدد توزيع الاتهامات ، وإلقاء اللوم على جهة دونَ أخرى
ولكني أود أن أتحدث عن جانب أراه مهما وجوهريا في هذا الموضوع
ألا وهو : أنّ الطالب يُمْتحن بطريقة ويتعلّم بطريقة أخرى !
فكيف ذلك ؟
قبل أن يصل الطالب لأول اختبار قدرات في حياته التعليمية ، يكون قد قضى عشر سنوات في المدرسة ( 6 ابتدائي +      3 متوسط + 1 ثانوي ) قد تعوّد فيها على أشياء في المدرسة أصبحت جزءا من حياته ، منهج يفتقد لتنوع مهارات التفكير ،  وطريقة تدريس معينة تعتمد على طرف واحد ألا وهو المعلم ،  واختبارات تقوم على التلقين والحفظ ، كل هذه المحصلات تقوم وتعتمد على مهارات التفكير الدنيا ( الحفظ / الفهم البسيط ) ، وبعد تقريبا ( 1700 يوم ) من هذا الرتم الممل ، ، نأتي لنقوّمه في اختبار يعتمد على التحليل والتركيب والتقويم ( مهارات التفكير العليا ) ، وهنا تكمن المشكلة .
فهذا التفاوت فيما نعلّمه الطالب وبين ما يقيسه اختبار القدرات ، جعل بعض الطلاب يقف ضعيفا أما هذا الاختبار،        فنحن  لم نقدّم له الأدوات والمهارات التي تساعده على تجاوز اختبار القدرات .
وهذا يُحتّم علينا مضاعفة الجهد في الاهتمام بتنوع طرائق التدريس التي تهتم بمهارات التفكير ، والخروج من الروتين القاتل من الأسئلة التقليدية التي تجعل الطالب نسخة أخرى من الكتاب ..
وتبقى الطموحات كبيرة , والآمال عريضة في وزارتنا الموقرة ،في الأخذ بأيدي أبنائنا الطلاب لتجاوز هذا الكابوس الجاثم على طموحات وأحلام أبنائنا ..
فهل من مُجيب .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق